مدينة دبي الطبية تسجل نمواً في أعداد السياح العلاجيين من ذوي الاحتياجات الخاصة

مدينة دبي الطبية تسجل نمواً في أعداد السياح العلاجيين من ذوي الاحتياجات الخاصة

Tuesday, Oct 21, 2014

إعادة تأهيل طفل سعودي كان يعاني من عدم القدرة على المشي أو الشعور بأطرافه

 

تستقبل مدينة دبي الطبية، وجهة الصحة والعناية بجودة الحياة ومصدر المعلومات والمعرفة للرعاية الصحية والتعليم الأكاديمي والبحث الطبي، أعداداً متزايدة من الحالات الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة الباحثين عن علاجات عالية الجودة. وبفضل ما توفره من خدمات علاجية متميزة، سجلت المرافق الطبية المتخصصة في علاج وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة دبي الطبية خلال الفترة من يناير وحتى يونيو من العام الجاري نمواً في عدد المرضى من دول مجلس التعاون الخليجي والدول المجاورة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتضم مدينة دبي الطبية اليوم ثمانية مراكز متخصصة في رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن بينها عيادة سنجانيا للأطفال التي استقبلت حوالي 100 مريض خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع 89 مريضاً خلال العام الماضي، في حين استقبل مركز الدكتور مجدي الحليق "بيدياتريك فيسيكال اّند مينتال ريهابيليتيشن سنتر" 293 حالة خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع 262 مريضاً خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وتعتبر حالة الطفل السعودي محسن علي المبارك إحدى الحالات التي أشرف على علاجها مؤخراً مركز الدكتور مجدي الحليق "بيدياتريك فيسيكال اّند مينتال ريهابيليتيشن سنتر"، حيث كان يعاني من عدم القدرة على المشي أو حتى الشعور بأطرافه. واليوم، بات بإمكانه المشي وصعود السلم وتناول الطعام بمفرده، بالإضافة إلى الاستمتاع بوقته واللعب بألعابه المفضلة.

بدأت معاناة الطفل محسن عندما كان في عمر الـ11 شهراً، حيث أظهر علامات تأخر في التطور الحركي الطبيعي مقارنة بإخوانه الأكبر منه سناً. ونتيجة لذلك، تم إخضاعه لسلسلة من الفحوصات الطبية في أحد المستشفيات الخاصة في المملكة العربية السعودية، ومن ثم خضع لعدد من جلسات العلاج الطبيعي ثلاث مرات في الأسبوع بالإضافة إلى جلسات للعلاج الوظيفي مرتين في الأسبوع. وازدادت مخاوف والديه مع ظهور علامات ضعف في التطور البدني للطفل بالإضافة إلى معاناته من سوء التغذية. وعلى الرغم من أنه تمكن من الحبو، إلا أنه لم يكن يقوى على الوقوف أو المشي. ونظراً لمحدودية مهاراته الحركية، لم يكن بوسعه اللعب أو تناول الطعام بمفرده.

وخلال إحدى الزيارات الروتينية إلى المستشفى الذي كان يتلقى الطفل فيه علاجه، سمع والداه عن مركز الدكتور مجدي الحليق "بيدياتريك فيسيكال آند مينتال ريهابيليتيشن سنتر" في مدينة دبي الطبية، والذي يتخصص في مجموعة واسعة من الطرق العلاجية ومن بينها العلاجات الخاصة بتحسين المهارات الوظيفية وتصحيح أنماط الحركة وتحسين الاستجابة للعلاج من خلال الأدوية. فقرر الوالدان السفر إلى دبي لزيارة المركز في سبتمبر من العام 2013. وبعد خضوعه للفحوصات اللازمة، تم تشخيص إصابة الطفل محسن بتأخر في التطور البدني والعقلي بالإضافة إلى خلل كروموسومي. كما تم تشخيص إصابته بمشاكل بالوظائف الحسية والتي أدت إلى فقدانه الشعور بأطرافه والاكتفاء باستخدام رؤوس أصابعه.

وبناءً على نتائج الفحوصات والتشخيص، تم إخضاع محسن لبرنامج إعادة تأهيل مكثف تضمن جلسات علاج طبيعي بالإضافة إلى العلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي بهدف دفع المزيد من الأوكسجين إلى أعضاء وأنسجة جسمه. وبعد انتهاء برنامج التأهيل الذي استغرق عاماً كاملاً والذي كانت تقيم فيه العائلة لمدة ثلاثة أسابيع في كل زيارة، أصبح الطفل محسن قادراً على المشي وصعود السلم بمفرده وذلك بفضل تحسن مهاراته الحسية والحركية جراء العلاج. هذا وقد عاد محسن مؤخراً برفقة والديه إلى المملكة العربية السعودية بعد رحلة علاج ناجحة في دبي استغرقت عاماً كاملاً.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور مجدي الحليق، المدير العام للمركز: "لقد عانى محسن ووالديه الأمرّين نظراً لأن حالته تعد من الحالات شديدة التعقيد والتي يحتاج علاجها إلى صبر وجهد كبيرين. وانصب جلّ تركيزنا خلال برنامج التأهيل على تحسين قوة عضلات أطرافه لكي يتمكن من تطوير مهاراته الحركية."

ومن جانبها، قالت ميرا عمير، أخصائية العلاج الوظيفي في المركز: "لقد نجحنا من خلال تطبيق نهج العلاج الحسي التكاملي في مساعدة محسن على اللعب بالرمل والمواد ناعمة الملمس. كما قمنا بتدريب والديه على برنامج تأهيل منزلي لمساعدة محسن على تطوير قدرته على الشعور بأطرافه."

وعبّر السيد علي المبارك، والد الطفل محسن، عن سعادته الكبيرة بشفاء ابنه، قائلاً: "نشعر بسعادة غامرة لشفاء ابننا الذي بات قادراً الآن على التحرك بسهولة وبدأ يظهر علامات نمو وتطور في مهاراته الحركية والعقلية مثل بقية الأطفال من جيله. ولا يسعنا إلا أن نعبّر عن امتنانا الشديد لكافة العاملين في مركز الدكتور مجدي الحليق الذين أظهروا مهنية عالية ومهارة طبية متميزة مما ساعد في تسريع شفاء ولدنا وتخفيف معاناة الأسرة بأكملها."

وقالت الدكتورة فاطمة آل شرف، مدير أول إدارة العمليات وتطوير الشركاء، والمشرفة على استراتيجية الترويج للسياحة العلاجية في مدينة دبي الطبية: "يتطلب علاج المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة خبرات متخصصة للتمكن من اكتشاف الأسباب الكامنة وراء الحالة المرضية مبكراً، وتحديد العلاج وبرنامج إعادة التأهيل المناسب لها، وهو ما يوفره بالضبط أخصائيو الرعاية الصحية في مدينة دبي الطبية والذين يتمتعون بخبرات واسعة ومهارات متميزة تؤهلهم للتعامل مع أعقد الحالات التي ترد إليهم. ويعزى السبب وراء تزايد أعداد المرضى من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يقصدون دبي للحصول على العلاجات اللازمة ومتابعة حالاتهم الصحية، إلى موقعها الجغرافي القريب وما توفره من خدمات رعاية صحية عالية الجودة."

يشار هنا إلى ارتفاع عدد زيارات المرضى والمراجعين إلى مدينة دبي الطبية خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 20٪. وتولي المدينة اهتماماً كبيراً بتوفير تجربة متميزة للمرضى من خلال ما تقدمه من خدمات رعاية صحية متكاملة عالية الجودة في مكان واحد، ما يجعلها الخيار الأول للسياح العلاجيين. وتجدر الإشارة إلى أن 15٪ من إجمالي زوار مدينة دبي الطبية هم من السياح القادمين إلى إمارة دبي بغرض العلاج، معظمهم من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى وأوروبا وآسيا.

وتم إطلاق مدينة دبي الطبية في العام 2002 كمنطقة حرة بهدف تلبية الطلب المتزايد على خدمات الرعاية الصحية التي تركز على المرضى بالدرجة الأولى وتتمتع بمستويات عالية من الجودة.

lH4W6Dtpo2OVsHJv8mjCdPWufEXedbD+6VLAVuIjuuyI42mpHEWaeFVJihm/LREA53K98b3lXpj7o3UA2KrxIYYVJPkrlsi39newn80J7WY=